قام مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطقة دير الزور اليوم بتاريخ 7 تشرين الأول بإصدار بيان من أجل الأستهدافات والحصار على منطقة الأشرفية و الشيخ مقصود في محافظة حلب وتم القاء البيان في ساحة المجلس التنفيذي في مقاطعة دير الزور
شارك في هذا البيان أهلي دير الزور والمؤسسات المدنية والعسكرية والأحزاب السياسية والتنطيمات النسائية حيث تم لقاء البيان من قبل عضوة دار المرأة “سناء رمضان”
في هذا الوقت العصيب الذي تمرّ به مناطقنا،
حيث تتكاثر محاولات بثّ الفوضى وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد،
يتابع تجمع نساء زنوبيا بأسى وغضب ما تشهده أحياء الشيخ مقصود والأشرفية من حصارٍ وإجراءاتٍ تعسّفية، تستهدف حياة المدنيين الآمنين وتضرب السلم الأهلي في الصميم.
لقد أثبتت هذه الأحياء، على مدى سنواتٍ طويلة، أنّها نموذجٌ للتعايش والكرامة والمقاومة المدنية،
ففيها اجتمعت المكوناتُ المختلفة، وامتزجت أصوات الناس من أجل الأمن والعدالة والمساواة.
واليوم، حين تُحاصر هذه المناطق ويُمارس عليها الضغطُ الأمني والسياسي، فإنّ الهدف ليس سوى كسر إرادة مجتمعٍ آمنٍ متمسّكٍ بحريته وكرامته.
إنّ ما يجري في الشيخ مقصود والأشرفية ليس مجرد توترٍ عابر،
بل هو محاولةٌ لإعادة إنتاج أساليب القهر والإقصاء التي عانى منها شعبنا طويلاً،
محاولةٌ للنيل من إرادة الناس الذين اختاروا أن يعيشوا بسلامٍ، خارج دوائر الهيمنة والاستبداد.
نحن في تجمع نساء زنوبيا، نؤكد أنّنا نقف إلى جانب أهالينا في الشيخ مقصود والأشرفية،
نقف مع النساء اللواتي يواجهن الخوف بصبرٍ وعزيمة،
مع الأمهات اللواتي يحمين أبناءهنّ من نار الفوضى،
ومع الشباب الذين يصرّون على حماية أحيائهم من كل محاولات التخريب والعبث.
نحن نرفض كلّ أشكال الحصار والعقاب الجماعي،
ونرفض تحويل الأحياء المدنية إلى ساحاتٍ لتصفية الحسابات السياسية.
فالدم السوري واحد، والمصير واحد، والمستقبل لا يُبنى على الخنق والضغط، بل على الاعتراف المتبادل والإرادة الحرة والحوار المسؤول.
إنّ أصوات النساء اليوم ترتفع لتقول بوضوح:
كفى تلاعباً بمصير الناس. كفى استخداماً للمدنيين كأوراق ضغط. كفى انتهاكاً لحقّ الحياة والأمان.
لقد عانى الشعب السوري بما فيه الكفاية، وحان الوقت لتُرفع الأيدي عن الأحياء الآمنة التي لا تطلب سوى السلام والاستقرار.
ندعو كل القوى السياسية والعسكرية إلى تحكيم العقل والمسؤولية،
وإلى احترام إرادة المجتمع المدني الذي يدفع ثمن الصراعات دون أن يكون طرفاً فيها.
كما نثمّن صمود أهالي الشيخ مقصود والأشرفية،
ونعتبر ثباتهم نموذجاً للشجاعة في وجه محاولات الإخضاع والإذلال.
سيبقى صوتنا، نحن نساء زنوبيا، عالياً في وجه الظلم أينما وُجد،
وسيبقى موقفنا ثابتاً إلى جانب كلّ من يُدافع عن الحياة،
فالحصار لا يوقف الإرادة، والفوضى لا تُطفئ نور الوعي،
وصوت المرأة الحرّة سيظلّ شاهداً على الحقّ، ورافضاً لكل أشكال القمع والاستبداد.
تحيّة صمودٍ وإكبارٍ لأهالي الشيخ مقصود والأشرفية،
ولكل من يقف في وجه الفوضى، ويحمي إنسانية هذا الوطن.