من نحن

تسمية “زنوبيا” لتجمع نساء زنوبيا، اختيارٌ دقيقٌ ورمزيٌّ عميقٌ، يستلهم من شخصيةٍ أسطوريةٍ عظيمةٍ تركت بصمتها الخالدة على صفحات التاريخ. ملكة تدمر، زنوبيا، رمزٌ للشجاعةِ والإرادةِ والقوةِ، امرأةٌ تحدّتِ الظروفَ وقادتِ شعبها ببراعةٍ وحكمةٍ. وليس اختيارُ اسمها مصادفةً، بل هو إشارةٌ واضحةٌ إلى طموحِ هذا التجمعِ وأهدافهِ النبيلةِ.

يُمثّلُ تجمعُ نساءِ زنوبيا مبادرةً رائدةً تُعنى بتنظيمِ المرأةِ وتمكينها، خاصةً في المناطقِ التي عانتْ من ويلاتِ الحربِ والدمار، مثل المناطقِ المحررةِ من تنظيم داعش الإرهابي. فهو لا يقتصرُ على تنظيمِ النساءِ فحسب، بل يتجاوز ذلك ليصلَ إلى مناصرةِ قضايا المرأةِ وحقوقها، ونضالِهِ من أجلِ حريتهاِ وكرامتها.

يتبنّى التجمعُ نهجاً ديمقراطياً يهدفُ إلى توحيدِ طاقاتِ المرأةِ، وتنميةِ قدراتها، وإطلاقِ إمكانياتهاِ الكامنةِ. فهو يسعى لبناءِ حياةٍ حرةٍ ديمقراطيةٍ متكافئةٍ بين الرجلِ والمرأةِ، ضمنَ إطارٍ عائليٍّ متماسكٍ قائمٍ على أسسٍ من العدالةِ والمساواةِ.

لا يقتصرُ عملُ تجمعِ نساءِ زنوبيا على نطاقٍ محليٍّ ضيّقٍ، بل يتعدّاهُ إلى نطاقٍ إقليميٍّ أوسعَ، حيثُ يسعى لتطويرِ النظامِ النسويّ الكونفدراليّ في سوريا والشرقِ الأوسط، بناءً على مبادئِ الحريةِ والديمقراطيةِ والمشاركةِ الفعّالةِ. وهو يهدفُ إلى بناءِ مستقبلٍ أفضلَ للنساءِ في المنطقة، مستقبلٍ يضمنُ لهُنَّ حقوقهنّ كاملةً، ويُمكنّهنَّ من المساهمةِ الفعّالةِ في بناءِ مجتمعاتِهنّ.

يتمثلُ شعارُ التجمعِ في تمكينِ المرأةِ، وتعزيزِ دورهاِ في المجتمع، وإعطائهاِ حقوقهاِ الكاملةِ، وإشراكهاِ في صناعةِ القرارِ. فهو يؤمنُ بأنَّ المرأةَ نصفُ المجتمع، وبأنَّ نهوضَ المجتمعِ يعتمدُ على نهوضِ المرأةِ وتمكينها.

نساءُ زنوبيا، حفيداتُ الملكةِ العظيمة، يُجسّدنَ روحَ الشجاعةِ والصمودِ والإصرارِ، فهنّ يُواجهنَ التحدياتَ بثباتٍ وقوةٍ، ويُساهمنَ في بناءِ مستقبلٍ أفضلَ لوطنهنّ. وَهنّ يُمثلنَ رمزاً حقيقياً للقوةِ والصمودِ، مثلما كانت زنوبيا في زمنها. وإرثُ زنوبيا، ليس مجردَ إرثٍ تاريخيّ، بل هو مصدرُ إلهامٍ وتشجيعٍ لهنّ في مسيرتهنّ. فقد أثبتت زنوبيا أنّ المرأة قادرة على تولي أعلى المناصب، وقادرة على قيادة الشعوب، وقادرة على تحقيق النجاح في جميع المجالات.

هذا التجمع، بإسمهِ ورسالتهِ وأهدافه، يُعتبرُ إشارةً واضحةً على إرادةِ المرأةِ السورية، وإصرارها على بناءِ مستقبلٍ أفضلَ، مستقبلٍ تُشاركُ فيهِ مشاركةً فعّالةً. إنهُ نهجٌ جديدٌ يُبشرُ بعصرٍ جديدٍ من الحريةِ والمساواةِ والعدالةِ للنساءِ في سوريا والمنطقةِ العربية. وكلّ امرأةٍ تنضمُّ إلى هذا التجمعِ تُضيفُ قوةً جديدةً وروحاً جديدةً إلى هذا المسارِ الطموح. والمرأةُ السوريةُ، بإرادتهاِ وقوتها، قادرةٌ على تحقيقِ كلِّ ما تصبو إليه. فزنوبيا ليست مجردَ اسم، بل هي رمزٌ وروحٌ تحيا في قلوبِ نساءِ سوريا. وكلُّ يومٍ، تُعيدُ نساءُ زنوبيا كتابةَ تاريخهنّ، مُضيفاتٍ إلى إرثهنّ صفحاتٍ مشرقةً من التمكينِ والتقدم.

اخر المنشورات

No Content Available